الفنان الرايس محند أجوجكل : أيقونة الموسيقى الأمازيغية
![]() |
الفنان الرايس محند أجوجكل: أيقونة الموسيقى الأمازيغية |
عبد الحفيظ واعراب بتصرف
ينتمي الرايس محند أجوجكل لجيل الرواد في فن تيرويسا المتمكنين من قواعد الشعر الغنائي والإبداع الموسيقي. و يعتبر الرايس محند واحدًا من أبرز الأسماء في عالم الموسيقى الأمازيغية السوسية. يمتاز بأسلوبه الفريد وقدرته على دمج التراث الثقافي مع الإبداع العصري، ما جعله يحظى بشعبية واسعة في ميدان تيرويسا.
البدايات
رأى النور ذات يوم من سنة 1945 بقرية أيت جوجكل بإحاحان، تعلم الناي في سن مبكرة، بدأ مشواره الفني في سن مبكرة، حيث تأثر بالأساليب التقليدية للأغاني الشعبية. أقام بمدينة إنزكان و إحتك فيها بكبار الروايس، فإنضم لمجموعة الرايس سعيد أشتوك، وأتقن العزف على آلة الرباب. ثم كون فرقته الغنائية سنة 1980، وقبل ذلك سجل أولى أغانيه في أسطوانات الفونو، وله منها ما يغني عن الأعياد والمناسبات، إشتهر كثيرا بأغنية "إيسكر الزين الباسبور " التي عرفته على الجمهور بعد تسجيلها في الإذاعة الأمازيغية، الجهوية بأكادير والوطنية بالرباط.
النجاح والشهرة
سرعان ما أصبح أجوجكل معروفًا بأغانيه التي تعكس هموم المجتمع الأمازيغي، وتنقل رسائل قوية عن الهوية والانتماء. استطاع أن يجذب جمهورًا واسعًا من خلال حفلاته المتميزة وأسلوبه الفريد في الأداء. فقد شارك في سهرات فنية كبرى، وإلتقى مع محبيه مرات عدة في أوساط الجالية المغربية الأمازيغية بالخارج. شركة "أكزوم فيزيون " أنتجت له أغاني جميلة رغم فقدانه لحاسة البصر منذ عام 2008، من بينها أغنية " غار أفوس أيبادلن " و " إيميار أوكان أوبوكاض " والتي قال فيها:" مقار إيعما إيزري هن وياض إيلا سول ، لعاقل د وولينو كان كولو تيفاوين ".
الموسيقى والكلمات
تتميز موسيقى أجوجكل بمزجها بين الألحان التقليدية والإيقاعات الحديثة. تُعد كلمات أغانيه تعبيرًا عن المشاعر الإنسانية والتجارب اليومية، مما يجعلها قريبة من قلوب الناس. أثر أجوجكل في الكثير من الفنانين الشباب، حيث أصبح رمزًا للإبداع والتجديد في الموسيقى الأمازيغية. يُعتبر قدوة للكثيرين في كيفية الحفاظ على التراث الثقافي مع تقديمه بشكل عصري.
الفنان أجوجكل له مايقرب من 30 شريط كاسيط، مر من عدة وعكات صحية مكلفة جعلته أكثر إحتياجا للدعم والمساندة، ورغم ذلك سيبقى من كبار أعمدة فن تيرويسا بتأسيسه لمدرسة غنائية قوامها الشعر وعذب الألحان والأداء المتميز
و يظل محند أجوجكل واحدًا من أبرز الفنانين الذين ساهموا في إغناء الساحة الموسيقية الأمازيغية. من خلال أعماله، يستمر في إلهام الأجيال الجديدة ويعزز من أهمية الهوية الثقافية الأمازيغية في العالم المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق