بورتريه الشاعر الكبير الحسن جاخا lhassan jakha - أمارك نت | ذاكرة الفن الأمازيغي
recent
بورتريه الشاعر الكبير الحسن جاخا lhassan jakha

بورتريه الشاعر الكبير الحسن جاخا lhassan jakha

شارك المقالة

بورتريه الشاعر الكبير الحسن جاخا lhassan jakha

بورتريه الشاعر الكبير الحسن جاخا lhassan jakha


من أبرز شعراء إسكنان المعروفين في مناطق إزناكن وتينفات ولد سنة 1933 بدوار ثمين وكني قبيلة تينفات جماعة سيدي احساين بتاليوين. اشتغل بالفلاحة في منطقة اشتهرت بإنتاج الزعفران ، انطلق في نظم الشعر منذ صباه المبكر، وكان جده لحسن جاخا شاعرا كبيرا له مطارحات شعرية مع كبار تماريرن الذين عاشوا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، ومنها ما حدث له مع الشاعرة رقية حماد التي شهدت ليلة أحواش حضرها بعض طلبة المدارس القرآنية من منطقة جاخا خلال أدوال الذي اعتادوا أن يقوموا به، غير أنها صمتت و لم تنشد شعرا في وجودهم مثلما دأبت على ذلك عندما يحضر شعراء إزناكن الكبار، مما جعل لحسن جاخا (الجد) ينتقد سلوكها الذي ينطوي على احتقار بين لـ «الطلبا».
و قد ورث جاخا الحفيد الكثير من موهبة الجد، و أصبح بفضل حضوره المتميز و صوته الجميل و الجذاب أحد مشاهير أسايس في منطقته، حيث طاف بجميع مناطق سوس من تاليوين إلى أولوز إلى طاطا و أكلميم ، كما زار معظم مدن المغرب من الشمال والجنوب، وعاصر شعراء كبار من الجيل الذي سبقه و حاورهم شعر يا نذكر منهم : بلا حسين بلان زاينابا احماد أو بلا موحماد أو بو بكر و قد توفوا جميعهم، كما عاصر الشعراء الحاليين من أمثال احماد أوبلا أوتول الحسين لد علي واحمان بوزضا ، الحسين بولا عشي محماد بوكزا محماد أو دو توريرت لحسن بنواكريم و أيرشاح و غيرهم كثير.
اكتسحب جاخا خبرة واسعة في النظم بعد احتكاكه بكل هؤلاء، و تأثر بكثيرين منهم تأثرا بالغا يظهر في شعره الذي تغلب عليه دقة التصوير و الترميز و استعمال الوسائل البلاغية الموحية.
على التفاصيل بما فيها الأكثر دقة، وغالبا ما يمزج الوصف بمسحة لطيفة من السخرية بهدف الترفيه و خلق أجواء المرح التي يحبها في أسايس.
و للشاعر حساسية كبيرة تجاه الوقائع والأحداث التي عرفها المغرب و العالم، فعندما نجحت أمريكا في غزو الفضاء، و مكنت أول إنسان من أن يخطو فوق سطح القمر، انبهر الشاعر مثل كل سكان المعمور بهذا الإنجاز الحضاري غير المسبوق وأنشد في ذلك عام 1969.
و لعل الفن الشعري الذي برع فيه جاخا و اشتهر به هو فن تازرارت التي تعني في منطقته القصيدة المطولة التي ينشدها في أسايس لاستراحة الراقصين، والتي تتميز غالبا بوحدة موضوعها، وإن كان بعضها يتنوع في موضوعاته كما في النموذج التالي الذي يتناول فيه جاخا موضوع الأمية ثم ينزاح بعدها نحو قضايا اجتماعية أخرى...
يقدم جاخا في صور نقدية ساخرة رؤيته لوضعية المرأة القروية وللتحولات التي طالت المجتمع وجعلت المرأة تتجاوز العديد من الأساليب التقليدية في تدبير حياتها اليومية، مع الكثير من الغمز و اللمز في وضعيتها الحقوقية التي تفرض على الرجل التسليم لها بحقوق لم تكن تنعم بها من قبل في الأوساط القروية التي غلبت عليها التقاليد الدينية و الإقطاعية.
وفي مقارنة بين الأمس واليوم، بين حياة الفروسية والبطولة بالأمس، وحياة الإستهلاك والمظاهر السطحية اليوم في اللباس وغير ذلك، لكنه في النهاية يعتبر هذا الرفاه أمرا إيجابيا يساوي بين الناس في التمتع بمكاسب الحضارة.
من أشعاره الطريفة التي تروى في المجالس قصيدته عن أيام الأسبوع، حيث يربط على طريقة بعض الشعراء الروايس الرواد بين إسم اليوم وبعض الكلمات المشابهة له في الأصوات، و التي يعتمدها في خلق صور شعرية ذات صلة بتجارب الإنسان ومشاغله اليومية أو الوجودية.
و في السابع عشر من أكتوبر سنة 2001 تابع الرايس الحسن جاخا باهتمام بالغ خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه بمنطقة أجدير بخنيفرة، و هو ما أثار لديه الكثير من مشاعر الإعتزاز بهويته الأمازيغية التي كانت من قبل تشعره بالدونية أمام الثقافات ذات الحظوة سواء في مؤسسات الدولة أو في وسائل الإعلام داخل المغرب و خارجه و يعكس جاخا في هذه القصيدة وعيا مقهورا بالهوية تم الإفراج عنه ليصبح موضوع كلمات و تعابير شعرية كانت مكبوتة من قبل إلى وقت قريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات