كتاب لسعيد محافظ يوثق كواليس ظاهرة ناس الغيوان
مقدمة:
قنبلة فنية انفجرت في بداية السبعينات، سميت بالظاهرة الغيوانية، جاءت مخالفة للنمط الغنائي السائد آنذاك، وثورة على الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
كاتبنا "سعيد محافظ" الذي أصدر كتابا بعنوان «عندما حلقت في سماء الغيوان» عدد صفاحته 288 في جزئين عن مطبعة ايزناسن-سلا طبعة سنة 2020، وهو موجود في جميع الأكشاك حاليا، يعتبر سليل بيت الظاهرة الغيوانية، لا من حيث المنشأ والموطن، فهو ليس من أبناء الحي المحمدي، فالغريب هو من أبناء أحد الأحياء المعروفة بالرباط العاصمة.
هذا الكتاب هو سرد وصفي لمسار الظاهرة الغيوانية، بعين فتى ترعرع في أحشاء البيت الغيواني، فهو بمثابة توثيق عفوي وبريء لمسار الفرقة عن قرب على غرار ما يرى تحت الأضواء، فالكاتب المكثر "سعيد محافظ" هو عدسة بشرية وثقت بأسلوب مغري، للأجيال القادمة من داخل الكواليس وحميميات أفراد المجموعة وطقوسهم وسلوكهم ومواقفهم.
في هذا الكتاب عبر "سعيد محافظ" عن ولعه بالفن، وهو شغوف بالمدرسة الغيوانية حد الثمالة، حيث كان محظوظا حسب ما يحكي عندما رافق المجموعة في رحلاتها وسفرياتها وحفلاتها، وبيته الذي كان محطة لأفرادها، يروي عن كرم الغيوان كما في الفصل الأول، ويحكي عن سيارة عمر التي كان يسوقها والأخرى التي يركبها علال والعربي، ويصف أدق اللحظات التي وثقتها ذاكرته، ثم يأخذ بالقارئ إلى علاقته بالموسيقى في حضن علال، كما هو في الفصل، امتحان أمام علال، وفصل الاجاصة والتفاحة، هذه المجموعة التي أثرت في الوجدان الشعبي وحملت راية الفن الغيواني لعقود، أكيد سيكون لها اليوم عشاق لتتبع أبسط التفاصيل في مسارها، لذا فسعيد محافظ يحكي كلما وثقته ذاكرته في أرشيف الغيوان.
جاء الجزء الثالث ليتدارك مواضيع في مسيرة ناس الغيوان، غابت عنه تذكرها وجمعها في حلقات في مواقع التواصل الاجتماعي للقراء، ثم إلحاح الأجيال المتعاقبة التي لم يعاصرها كالفنان مولاي عبد العزيز الطاهري الذي غادر ناس الغيوان مبكرا وحاول الربط عن الأثر الفني الذي تركه داخل ناس الغيوان، وكالفنان رشيد الباطما، الجيل الثالث الذي حمل مشعل الفرقة الذي رأى فيه محبي ناس الغيوان روح الراحل العربي الباطما. وخلاصة هذا الكتاب هو أرشيف الاقبية السرية لفرقة ناس الغيوان، يكتب الكاتب سعيد محافظ بيوغرافية جانبية بأسلوب عفوي سهل ممتنع من حيث الخطاب والتشويق، من محطة إلى أخرى، ومن الحاضر إلى الماضي، عبر فلاش-باك حريري عبر الوصف والمقارنة عبر وصف الظاهرة ومناولتها للظواهر الاجتماعية والسياسية، والملاحظ في كتابة الأديب سعيد محافظ غزيرة ومؤثرة وكأنه يحمل أمانة على عاتقه يريد أن يبلغها عالج الظاهرة الغيوانية الفنية كلها، أصدر كتاب (عزيز الشامخ إزنزارن)، بل تجاوز إلى أبعد من ذلك، تحدث عن أدب الغربة والهجرة فأصدر كتابا تحت مسمى قصص إنسانية "نماذج إنسانية في أوروبا"، ثم "سفر باريسي"، وترجمت بعضها إلى لغات أجنبية، لاشك أن إناء سعيد محافظ لا ينضب كلما انتهى من حبكة فتحت له ذاكرته على غزل نسيج قصصي مدهش وواقعي .
بقلم الزجال فؤاد البياز القاسمي
( غدا ان شاء الله سيكون الكتاب متوفر في كشك قرب مارشي سنطرال مقابل مركز الشرطة ومكتبة الألفية بشارع محمد الخامس بالرباط ، والثمن 30 درهم ، في انتضار توزيعه على نطاق واسع اذا تيسرت الأمور مع احدى دور النشر ، أو سأكتفي بحفلات التوقيع ) وشكرا لمن ساهم من قريب اوبعيد في خروج هذا المولود الجديد.
وهذا من فضل ربي
والسلام عليكم ( اخوكم سعيد محافظ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق